recent
أخبار ساخنة

قصة المُزارع والدجاجات والثعلب

قصة المُزارع والدجاجات والثعلب

قصة المُزارع والدجاجات والثعلب
دجاج

تفكَّرَ المزارعُ نوَّافٌ بشِراءِ دجاجاتٍ سمينةٍ تبيضُ بيضاً كثيراً ليستفيدَ منهُ هوَ وزوجتهِ، وليضُمَّها إلى مجموعةِ الحيواناتِ الداجنةِ في بستانهِ الصغيرِ المحيطِ بمنزلهِ ..

 وفي صباحِ اليومِ التالي ذهبَ إلى السُّوقِ وهو يحملُ بعضَ النقودِ لشراءِ الدجاجات ..

 وفي السوقِِ وجدَ عندَ بائعِ الدجاجِ ثلاثَ دجاجاتٍ سمينةٍ أعجبتْهُ كثيراً، وكانت ألوانُها مختلفة ممَّا يسهل ُعليهِ تمييزُها ..

 فإحداهَا حمراءُ والثانية سوداءُ والثالثة بيضاءُ .. 

 وفي المساء عادَ نوافٌ إلى منزلهِ وهو يحملُ تلكَ الدجاجاتِ السمينة وهو فرِحٌ بها كثيراً .. 

 وضَعها عندَ بِرْكَةِ المياهِ الصغيرةِ، ونثرَ لها الحبَّ، ثم تركهَا تأكلُ ودخلَ منزلَهُ ليخبرَ زوجتَهُ بما فعل .. 

 قالَ نواف: لقدْ اشتريتُ ثلاثَ دجاجاتٍ سمينةٍ لتبيضَ لنا البيضَ الكثيرَ وهيَ ذاتُ ألوانٍ مختلفة، وما علينا إلا أنْ نهتمَّ بهَا ونطعمهَا ونسقيها كلَّ يوم ..

 وسوف يرزقنا الله منها البيضَ والكتاكيتَ الجميلةَ بإذنه تعالى.. فرحت زوجتُه وقالت: أحسنت يا نوَّاف، وباركَ الله لك في رزقك ..

 وسوفَ أعتني بها إن شاء الله .. 

 عاشَت الدجاجاتُ حياةً مطمئنةًً معَ مجموعة الحيواناتِ الداجنة في بستان نواف، وكانت تُشاركُ الإوزَّ والبطَّ والأرانبَ حياتَها الجميلةَ حولَ البركةِ وفي ظلالِ الأشجارِ الوارفة ..

 وبعدَ شهرين أصبحَ لدى الدجاجاتِ صيصانٌ كثيرةٌ تحيطُ بها وتدورُ حولها وتنقرُ الحبَّ هُنا وهُناك ..

 لم تكنْ الدجاجاتُ وحدَها هي التي تملكُ الصغارَ في ذلكَ البُسْتانِ، وإنّما أصبحَ للبط والإوزِّ فراخٌ صغيرةٌ وجميلةٌ أيضاً .. وكذلك الأرانبُ التي أنجبت صغارَها لتلعبَ مع بقية الحيوانات في ذلكَ البُستان .. 

 كانت حياة هذه الحيواناتِ والطيورِ هانئةً وسعيدةً في ظلّ رعايةِ نواف واهتمامِهِ، ولكنّ ذلك لمْ يدُم طويلاً، حيثُ لاحظت الدجاجاتُ في إحدى الليالي ظلاً لثعلبٍ يقتربُ منْ بوابةِ البستان ..

 لم تهتم لهُ في البدايةِ لأنَّ السورَ كان مرتفعاً لا تستطيع الثعالبُ تسلّقَهُ .. 

 ولكنَّ البوابةَ لم تكُنْ متينةً وقويةً بما فيهِ الكفاية، وكانتْ هناكَ فتحةُ في جانبٍ منْ جوانبِها جعلتْهَا تُشكّلُ خطراً على الحيواناتِ وصِغارِها.. وقدْ حاولَ الثعلبُ مِراراً الدخولَ منْ تلكَ الفتحةُ الموجودةِ في أسلاكِ بوابةِ البستانِ دونَ فائدةٍ، ولكنّهُ كلّما حاوَل الدخولَ اتّسَعت الفتحةُ قليلاً .. لم ينتبه نواف لاتساعِ تلك الفتحةِ بالرغم من دخولهِ وخروجهِ عبرَ البوابةِ مراراً وتكراراً .. 

 وبعد عدة ليالٍ كانَ بإمكانِ الثعلبُ الدخولَ من الفتحةِ للبُستانِ ..

 شعرت الدجاجاتُ بالخطرِ فاتفقتْ على خُطةٍ تنقذُ بِهَا الصغارَ مِنْ مكرِ هَذَا الثعلبِ.. وعندمَا خيّمَ الليلُ جاءَ الثعلبُ ودخلَ البُستانَ منَ الفتحةِ .. نظر إلى فراخِ البطّ والإوزّ والكتاكيتِ الصغيرةِ ففرحَ أشدَّ الفَرحِ .. 

 تقدَّمَ نحوهَا ببطءٍ وهو يفكر بمنْ يبدأ ؟

 وكيفَ ؟

 وعندما استعدَّ للهجومِ عليهَا فوجئ بالدّجاجةِ البيضاءِ تقفزُ مِنْ سطحِ الكوخِ على رأسهِ وتنقرَهُ نقراً شديداً ، فخافَ وتراجعَ قليلاً فظهرتْ لهُ الدجاجةُ السوداءُ منَ الخلفِ ونقرتهُ في ذيلهِ، فالتفتَ إليهَا وحاولَ الإمساكَ بِهَا ، فقفزتْ عليهِ الدجاجةُ الحمراءُ فسقطتْ على ظهرِهِ فأوقعتْهُ على الأرضِ، فأرادَ الهربَ فسقطَ في بركةِ الماءِ وجعلَ يتخبَّطُ فيهَا، فاستيقظتْ بقيّةُ الحيواناتِ على صوتهِ وصوتِ الدجاجاتِ، فصارتْ تصيحُ وتصيحُ حتى استيقظَ نوافٌ وأسرعَ إلى بندقيتهِ وخرجَ ورأى الثّعلبَ فأطلقَ عليهِ النارَ وقتلهُ ..

 فَرِحت الحيواناتُ بنجاتِها هي وصغارِهَا منْ شر الثعلبِ الماكر، وشكرتْ الدجاجات على شَجاعَتِهنّ ، بينمَا قرر نوافٌ أنْ يستفيدَ من فروةِ الثعلبِ ويصنعَ منهَا شالاً لزوجته تلفّه على عُنقِها في الأيام البارِدَةِ. بعدَ أيامٍ أحضرَ نوافٌ ديكاً جميلاً للدجاجاتِ يُساعدهُنّ في الدفاعِ عنْ أنفسهِنّ وصغارهنّ إذا هاجمَتْ الثعالبُ البُستانَ مرّةً أخرى..
google-playkhamsatmostaqltradent