قصة الحوت الظالم و السمكة الذكية
حوت فى المياه |
و في إحدى الأيام جاءت سمكة صغيرة و ذكية و جلست بجانب الحوت الكبير وهمست في أذنه قائلة بصوت منخفض : السلام عليك أيها الحوت الكبير فرد عليها الحوت قائلًا من أنت ؟ ، قالت انا سمكة صغيرة جدًا و لكن لدي فطرة رائعة و جميلة من اجلك رد عليها الحوت في سخرية شديدة قائلًا : و ما هذه الفكرة قوليها حالًا و إلا أكلتك و أستمتعت بمضغك تحت هذه الأسنان الحادة ، فشعرت السمكة الصغيرة بالرعب و الخوف من الحوت الكبير و لكنها لم تتراجع عنتنفيذ ختطها و اكملت قائلة للحوت الكبير : أنت دائمًا تتغذى على الأسماك بمختلف انواعها ألم تشعر بالملل من أكلها و تريد تجربة طعم أخر جديد ، فأجابها الحوت و هل لديكي طعم اخر جديد يمكنني ان اتغذى عليه ؟ قالت السمكة الصغيرة : نعم هل قومت بتجربة طعم لحم الإنسان؟ ان لحمه لذيذ جدًا و شهي للغاية ، شعر الحوت الكبير برغبة ملحة و فضول شديد ان يجرب هذا الطعم الذي تتحدث عنه السمكة الصغيرة و بدأ يسأل السمكة الصغيرة في إهتمام كبير أين علي أن أجد هذا الإنسان الذي تتحدثين عنه ؟ ردت السمكة الصغيرة عليه قائلة عليك أن تصعد إلى سطح المحيط فهناك العديد من القوارب و المراكب التي تحمل بشر أفتح فمك الكبير هذا وابدأ بإلتهام تلك القوارب بمن فيها جميعًا.
و هنا سمع الحوت الكبير كلام السمكة الصغيرة و صعد على السطح و في تلك الأثناء كان هناك أحد الصيادين يدعى جاسم خرج للصيد و أخذ يبتعد داخل المحيط عن القرية التي يعيش فيها و التي تسمى قرية السعادة و هي قرية قريبة من المحيط ، و بعد أن ابتعد الصياد جاسم داخل المحيط بقاربه و هو يبحث عن الأسماك ليصطادها و لكن بدل ان يجد جايم نفسه أمام مجموعة من الأسماك الصغيرة و جد نفسه فجأة أمام حوت كبير يحاول إلتهامه و بالفعل فتح الحوت فهمه العملاق و ابتلع قارب جاسم الصغير و هو بداخله ، و بعد عدة دقائق وجد جاسم نفسه داخل بطن الحوت الكبير و حاول جاسم أن يجد أي طريقة للخروج من بطن الحوت الكبير فبدأ بركل بطن الحوت الكبير بيديه و قدميه بشدة حتى أحس الحوت بألم في بطنه فنادى الحوت الكبير قائلًا ماذا تفعل أيها الإنسان ؟ فرد عليه جاسم قائلًا أنني أتمرن و رد علي الحوت الكبير في غضب حسنًا توقف الأن انك تؤلمني فطلب الصياد جاسم من الحوت ان يدعه يخرج حتى يتوقف من ركله و لكن الحوت رفض أن يخرجه و حاول معاقبت جاسم على ركله في بطنه بإبقائه داخل أحشائه ، عندها جمع جاسم مجموعة من الأخشاب المتكسرة من قاربه الصغير الذي حطمه الحوت الكبير و أشعل بها النار و بعد عدة ثواني شعر الحوت بألم شديد جدًا فنادى مرة أخرى على الصياد و سأله ماذا يفعل ، و رد جاسم عليه قائلًا أنه يشعر بالبرد و ان الجو بارد داخل بطن الحوت لذلك قام بإشعال النيران لكي يشعر بالدفأ فطلب الحوت منه ان يتوقف عن ذلك و يطفئ النار لأنها تحرقه فرفض الصياد و أصر على أن يخرجه الحوت من بطنه حتى يطفئ النار.
في تلك الأثناء كانت لا تزال السمكة الصغيرة تجلس بجوار أذن الحوت تراقب ما يحدث بين الحوت الكبير و الصياد جاسم ، بعدها قالت السمكة الصغيرة للحوت الكبير، يبدو ان هذا الإنسان غير عادي و سوف يسبب لك المشاكل عليك أن تسمح له بالخروج من بطنك ، حينها قرر الحوت الكبير أن يخرج الصياد جاسم من بطنه و قال له سأفتح فمي و أنت حاول أن تخرج بأقصى سرعة لك ، فقال له جاسم عليك ان تضعني بالقرب من الشاطئ فقد حطمت قاربي و لا املك شئ لكي أصل به إلى البر و إن لم تفعل ذلك فسوف أغرق فرد عليه الحوت الكبير قائلا هذه فرصتك الأخيرة إذا لم تخرج فلن أسمح لك بالخروج أبدًا ، أجابه الصياد جاسم في ثقة شديدة و ذكاء أفعل ما يبدو لك و ان سوف أستمر بإشعال المزيد من الأخشاب هنا ، فأشتد الألم على الحوت صعب عليه ان يتحمله و هنا قالت السمكة الصغيرة موجهة كلامها للحوت الكبير عليك أن تضع هذا الانسان على الشاطئ و إلا سوف يتسبب في مقتلك و سمع الحوت الكبير لنصيحة السمكة الصغيرة و ذهب متجهًا إلى الشاطئ لكي يقوم بوضع جاسر على الشاطئ و في تلك الأثناء تجمع باقي الصيادين على الشاطئ ينتظرون عودة جاسم و حينها ظهر الحوت على الشاطئ فقاموا بتوجيه السهام و المحاريب نحوه و سرعان ما فارق الحوت الكبير الحياة و اصبح جثة هامدة و خرج جاسم من فمه سالمًا و عم الفرح على الصيادين بعودة جاسم و بصطيادهم لحوت بهذا الحجم كما عم الفرح على المحيط بأكمله و سعدت جميع الأسماك لتخلصهم من ظلم الحوت الكبير.
و في نهاية القصة علينا معرفة ان الظلم مهما طال فهو لن يدوم و انه على الحق ان يغلب دائمًا فهكذا قال لنا الله تعالى ، و أن الأزمات التي تمر علينا يجب ان تعامل معاها بذكاء و حرص شديد حتى نصل إلى ما نريد.