جوجل توضح حقيقة حذف اسم "فلسطين" من خرائطها
خريطة العالم تظهر عدم وجود فلسطين |
وجمع المنشور العربي نحو 9 آلاف مشاركة، فضلًا عن آلاف المشاركات من صفحات أخرى وبلغات مختلفة. وتبيّن لفريق تقصّي صحة الأخبار في وكالة فرانس برس، أن هذا الخبر ظهر قبل سنوات، ثم عاد وانتشر مؤخرا على نطاق واسع، في وقت أبدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عزمه على تنفيذ خطة ضم مستوطنات في الضفة الغربية المحتلة ومنطقة غور الأردن.
غوغل: لم نغيّر شيئاً!
لكن القول إن غوغل حذفت اسم فلسطين عن خرائطها ادعاء خاطئ؛ حيث أكدت متحدّثة باسم المجموعة لوكالة فرانس برس أن غوغل لم تُدخِل أيّ تعديلات حديثًا على خرائط المنطقة، مشيرة إلى أن اسم فلسطين لم يكن مستخدمًا أصلًا في خدمة خرائط غوغل.
وأشارت المتحدّثة إلى مقالين نُشرا عام 2016، في موقع متخصص بالتكنولوجيا، والثاني في صحيفة "لوموند" الفرنسية، ذكرت غوغل فيهما عدم استخدام اسم فلسطين في خرائطها.
وكانت المتحدثة باسم شركة غوغل، إليزابيث دافيدوف، قد صرحت في 11 من أغسطس/آب 2016، بأن شركتها لم تحذف اسم "فلسطين" من الخرائط الخاصة بتطبيق خرائط غوغل؛ لأن الشركة لم تستخدم تسمية "الأراضي الفلسطينية" مطلقًا من قبل.
وأضافت دافيدوف، في بيان نقلته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن تسمية قطاع غزة والضفة الغربية يظهران منفصلان عن إسرائيل على الخريطة وبخط منقَّط؛ لتدل على أن هذه الحدود غير معترف بها دوليًا.
وزعمت المتحدثة باسم غوغل أن إزالة اسم فلسطين من الصفحة الرئيسية المحلية لغوغل، ليس لأسباب سياسية، وإنما لأسباب جمالية فقط. وهذا ما أكدته الأستاذة في جامعة كورنيل، كريستين لونبرغر، إذ قالت لفرانس برس "كلمة فلسطين لا يمكن أن تكون استخدمت في هذه الخرائط".
وأوضحت أن "كلمة فلسطين في الخرائط ترتبط بفلسطين التاريخيّة، أي قبل إعلان قيام إسرائيل، ولا تُستخدم عادة في وسائل الإعلام الغربية" للدلالة على الأراضي الفلسطينية، "بل تستخدم لهذه الغاية عبارتا: الضفّة الغربيّة وقطاع غزّة".
واعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الجمعة الماضية، قيام شركتي "غوغل" و"أبل" الأمريكيتين بشطب فلسطين من خرائطهما الدولية، "انحيازًا لرواية الاحتلال".
وقال المتحدث باسم الحركة الفلسطينية حازم قاسم إن هذه "الخطوة تشكل انحيازا لرواية الاحتلال الصهيوني، وإنكارا للحقائق التاريخية وخطوة مخالفة للقوانين والقرارات الدولية والإنسانية".
وأضاف قاسم أن شطب دولة فلسطين من الخرائط الدولية "سيشجع الاحتلال على مواصلة انتهاكه للقوانين والقرارات الدولية". وكشف موقع "AS-Source News" الخاص بالأخبار العسكرية في الشرق الأوسط وأمريكا وروسيا، الخميس الماضي، قيام "غوغل" و"أبل" بشطب فلسطين من خرائطهما.
وأوضح الموقع عبر حسابه على تويتر، أنه مقابل خطوة الشركتين الأمريكيتين، حافظ محرك البحث الروسي "ياندكس" على ظهور فلسطين في خرائطه.
وصرح وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي بأن بلاده تبحث الإجراءات القانونية للرد على خطوة "غوغل" و"أبل".
وبموجب الاتفاق الذي تشكلت على أساسه الحكومة الائتلافية الحالية في إسرائيل برئاسة بنيامين نتانياهو، تحدّد الأول من يوليو/ تموز موعدًا لإعلان استراتيجية تنفيذ جزء من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب للسلام في الشرق الأوسط، يتعلق بضم مستوطنات إسرائيلية ومنطقة غور الأردن الاستراتيجية في الضفة الغربية. لكن لم يصدر حتى الآن أي إعلان رسمي إسرائيلي بشأن الضم، وأكدت إسرائيل فقط أن المحادثات تتواصل بين المسؤولين الأمريكيين والمسؤولين الأمنيين الإسرائيليين.
ويرفض الفلسطينيون بشكل قاطع الخطة الأمريكية التي أعلن عنها في أواخر يناير/ كانون الثاني، وواجهت كذلك معارضة عدد من دول الاتحاد الأوربي والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية. وتدعم الخطة الأمريكية ضمّ إسرائيل المستوطنات ومنطقة غور الأردن الإستراتيجية في الضفة الغربية المحتلة، وتدعو إلى إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح، عاصمتها في ضواحي القدس الشرقية المحتلة.
واحتلت إسرائيل الضفة الغربية في العام 1967، وضمت القدس الشرقية لاحقًا في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي. وتعتبر المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية غير شرعية بنظر القانون الدولي.