كيف يرضى أحدهم أن يظل عبداً لتنظيم ولجماعة يدخرون الخيرات المغموسة في الشرور لفئة صغيرة محددة متمكنة بسهولة من الوصول للأراضي والأموال والعيش في رغد ونعم؟
كيف رضيت يا مغفل أن تكون جزءاً من مائدة تقطع فيها الكيكة وتقسم ولم ينُبك منها سوى الفتات؟ هذا إن نابك شيئ!!!
كيف تزحف حافياً متسخاً وجيوبك تشكو الفراغ وقيادة جماعتك وحزبك يرفلون في خيرات بلاد أنت أحد مُلاكها وأصحابها باعتبارك مواطن سوداني؟
ها هم الآن أغلبهم يهربون ويتركونك في زحفك صغيراً صاغراً، ويدفعونك للولوغ في مزيد من الصغائر، برغبة عارمة ولهث محموم منهم أن يعودوا هم أسياداً وتبقى أنت عبداً تلعق الفضلات من ملاعقهم وأطراف ثيابهم الغالية النظيفة؟!!
الرسالة الأبلغ هي في بريد هؤلاء، وبعضهم الآن يقرأ مثل هذه الحروف وذاكرته تنهزه نهزاً لمواقف حضروها ومشاهد رأوها وأقوال سمعوها تزكم الأنوف وتقزز الديدان، فإما أن تصحو ضمائرهم ويلتقطونها ويستعيدوا أنفسهم توبة نصوحة وأمل في العودة للمكان الأصوب، أو ستتوه مع ضمائر تائهة ونفوس وسخة في مجاهل الغفلة ومسارب الظُلمة.