![]() |
الصين قد لا ترغب في جعل اليوان عملة الاحتياطي العالمي..ما السبب؟ |
تشير المعطيات إلى أن الصين لا ترغب في جعل عملتها اليوان عملة احتياطية عالمية، وذلك يعود إلى عدة أسباب. فمن بين تلك الأسباب، تحميل الصين مسؤولية كبيرة جدا في إطلاق سراح اليوان في الأسواق الدولية.
وعليها أن تكون حذرة في توجيه الإجراءات الضرورية لتخفيف الضغط على اليوان بما يخفف من مشاكلها المالية. هذا إلى جانب أن الصين ترغب في إعادة ترتيب النظام العالمي للنقد الذي يتوقف بشكل كبير على الدولار الأمريكي.
لذلك، وبالرغم من نجاح انضمام اليوان إلى سلة حقوق السحب الخاصة بصندوق النقد الدولي، فإن الصين ستواصل تعزيز عملاتها الأخرى لتعكس النمو الاقتصادي والقدرة الشرائية المتزايدة، وذلك قبل التفكير في إضافة اليوان إلى العملات الرئيسية المقبولة في العالم.
تَثَارُ العديد من الأسئلة والتساؤلات حول قدرة الصين على جعل اليوان الصيني عملة احتياطية عالمية. فاليوان الصيني انضم إلى سلة العملات التي تتكون منها حقوق السحب الخاصة (SDR) في أكتوبر 2016، وهو تحرك استراتيجي يهدف إلى دعم الصينية في الساحة العالمية.
وعلى الرغم من هذا التطور والتقدم الكبير، فإن الصين لا ترغب بجعل اليوان عملة احتياطية عالمية بالكامل، ويرجع ذلك إلى عدة عوامل، من أهمها أنها تعتمد بشكل كبير على الصادرات وإذا تم تعزيز اليوان كعملة احتياطية عالمية، فستتأثر صادراتها وتحول دون تحقيق أرباح كبيرة.
كما تتحمل الصين مسؤولية كبيرة إذا تعرضت اليوان للتقلبات الشديدة، لذلك فإنها تعتمد على استراتيجية التدريج لجعل اليوان الصيني عملة احتياطية عالمية بشكل كامل في المستقبل، وتجري التحضيرات لذلك بصورة تدريجية ومن ضمن جميع الاحتياطات اللازمة.
هناك تحول في الأوساط الاقتصادية العالمية نحو الاستخدام المتزايد لليوان الصيني كعملة احتياطية عالمية. ولكن يتساءل البعض عن دوافع الصين في السماح بذلك. والحقيقة أن الصين لا ترغب في أن يصبح اليوان عملة احتياطية عالمية، على الرغم من كون ذلك يعكس مكانة دولتها بين دول العالم المتقدمة.
وذلك يعود إلى أن اليوان مازال مرتبطا بشكل وثيق بالتحكم الحكومي في الاقتصاد، حيث أن الحكومة الصينية تعمل على تعديل سعر الصرف الذي يتحكم فيها، وهذا لم يتم تحريره بالكامل حتى الآن.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن الصين تفتقر إلى الأسواق المالية المتطورة وتتخوف من أن يؤدي جعل اليوان عملة احتياطية إلى تفاقم المشكلات الاقتصادية التي تواجهها.
وبالنظر إلى هذه العوامل، فإن الصين تتجه نحو إدارة قوية للاقتصاد، وترغب في تبني سياسات تتمحور حول الاعتماد على النمو الداخلي بدلاً من الاعتماد على الثقة الدولية.
