![]() |
باربي 2023 : فيلم يحاكي عالم الكبار وقد يؤثر سلبًا على الصغار |
تعود باربي بقوة إلى الحياة من جديد مع فيلم باربي الجديد الذي يُجسّد عالم الكبار، ولكنه قد يُؤثر سلبًا على الصغار. يقوم الفيلم بتأليفه عبير عقيقي وتم الإعلان عنه منذ ثلاث ساعات.
"باربي"، الشخصية المحبوبة التي أُطلقت في العام 1959 من قِبل شركة "ماتل" كدمية رفيقة للصغيرات في مراحل نموهنّ، تعود في هذا الفيلم ليأخذنا بالزمن إلى الماضي. على مرّ السنوات، شهدت "باربي" تطورات جذرية، حيث لم تعد تمثل الشقراوات فحسب، بل أصبحت لها صديقات سمراوات وأصدقاء رجال من جنسيات مختلفة. حتى تم إصدار نسخة متلازمة داون من "باربي" تعكس التنوّع والتضامن الاجتماعي.
وفي ظل تطور وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح لدى "باربي" حساب رسمي على انستغرام بإسم "باربي ستايل"، حيث تطلق أحدث صيحات الموضة وتزور عواصم الموضة وتشارك في أسابيع عروض الأزياء.
تتألق "باربي" في أبرز صورها على انستغرام وهي ترتدي أشهر الماركات العالمية، ويستوحي منها المصممون لتصميم مجموعاتهم أيضًا. آخر مثال على ذلك هو تأثيرها على مجموعة ملابس صيف 2023 لدى متاجر زارا.
رغم جاذبية هذا الفيلم وشهرة "باربي"، يُحذّر من أنه قد يؤثر سلبًا على الصغار، فعالم الكبار الذي يُجسّده قد يكون غير مناسب لفهمهم وتأثيرهم النفسي والثقافي. لذلك ينبغي أن يُشاهد الفيلم برفقة الأهل أو بإشرافهم للتحدث مع الأطفال حول المحتوى المعروض بشكل صحيح وتوضيح الرؤية الإيجابية لتعزيز فهمهم الصحيح للمحتوى الذي يشاهدونه.
تعيش الدمية العربية باربي في عالم مليء بتجسيد تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث أصبحت كأنها إنسانة حقيقية، ورغم جمالها وشهرتها الطاغية على مرّ السنين، إلا أن العديد من الدراسات أشارت إلى تأثيراتها السلبية على الفتيات. فالدمية تشجعهن على سعيهن لتحقيق النحافة المثالية، مقدّمةً صورة غير واقعية للجسم المثالي، مما يؤثر على ثقتهن بأنفسهن ونظرتهن لأنفسهن. ونحن لا نعرف بالتحديد ما إذا كان الفيلم المنتظر سيغيّر هذه الصورة أو لا.
استجوبنا المعالجة النفسية، الدكتورة آنّا يونس، بخصوص هذا الجدل المحيط بتأثير باربي السلبي على حياة أطفالنا، وقد نفت الدكتورة يونس أن باربي تؤثر سلبًا على الفتيات، مؤكدةً أن عالم باربي ليس واقعيًا ولا يُعلّم الأطفال المبادئ والقيم الإنسانية.
وحين تحدثت عن هوية باربي المثالية التي تؤثر سلبًا على الفتيات في سنّ السابعة والثامنة، أشارت الدكتورة يونس إلى أن باربي تثير في نفوس هذه الفئة العمرية الشعور بقلة الثقة في النفس بسبب الصورة التي تصوّرها للجمال المثالي الغير واقعي. وأضافت أن باربي تساهم في تأكيد الهوية الجمالية للفتيات وهي هوية متباينة مع الواقع. هل قامت ابنتك بتجربة اختبار شخصية باربي الكرتونية؟
وبالنظر إلى الجوانب السلبية الأخرى، أشارت الدكتورة آنّا إلى تراكم الأغراض التي تملكها باربي، مما يُعزّز لدى الفتيات الصغيرات مفهوم الحصول على كل شيء ويقلّل من الشعور بالامتنان. تجد الفتيات أنفسهن يقارنن حياتهن بحياة باربي وهذا يخلق لديهن شعورًا بالعدمية لأنهن ليسن في الواقع يملكن مثل ما تملكه باربي، وهذا يصبح اللعبة المفضّلة لديهن. وأوضحت الدكتورة يونس في هذا السياق أن رؤية ما تمتلكه باربي لا تشجّع الفتيات على الاكتفاء بالكم الكافي، بل تحفّزهن على الحصول على كل شيء.
بالواقع، يبدو أن حياة باربي التي تروج لها تأثر سلبًا على واقع الفتيات. ووفقًا للدكتورة يونس، يتم تجسيد حياة باربي بالهوايات والأنشطة الترفيهية والسفر والترفيه فقط، مما يجعلها تعطي صورة غير واقعية للحياة، ولا تقدم دروسًا حول كيفية التطور والنمو كأفراد. عالم باربي يقتصر بشكل أساسي على الموضة والرفاهية، ولا تحمل رسائل تعليمية مثل أهمية التعليم والقراءة، ولا تسلط الضوء على القيم الإنسانية والاجتماعية التي يحتاجها الأطفال في هذا العمر.
بالإضافة إلى ذلك، يُظهر حياة باربي بشكلٍ زائف الفردانية والأنانية، حيث تتمحور اهتماماتها حول ذاتها فقط، وتركز على رغباتها الشخصية دون أن تهتم بالآخرين. وتبين الدكتورة يونس أن باربي لا تساهم في ترسيخ مبدأ العائلة، حيث يظهر وجودها في منزل كبير بمفردها دون أفراد عائلتها.
تثار أسئلة حول فقدان باربي لأهميتها، إذ شهدت جماهيريتها ومبيعاتها تراجعًا في السنوات الأخيرة بعد أن بلغت ذروتها في عامي 2014 و 2015. ومع ذلك، يظل القائمون على باربي يبحثون عن أسباب هذا التراجع وسبب فقدانها لمكانتها السابقة.
