 |
| رغم مرور 800 عام.. ما علاقة جماعة "الحشاشين" بهجوم موسكو؟ |
بالرغم من تنوّع التنظيمات الإرهابية في العصر الحديث، فإن دراسة التاريخ تكشف عن جذورها القديمة التي يمكن تتبعها لمئات السنين. يظهر البحث أوجه التشابه بين تنظيمي "الحشاشين" و"داعش"، حيث يعتبران تطورًا لظروف مماثلة في العصور الوسطى.
وتعكس الهجمات الإرهابية مثل الهجوم على مركز "كروكس سيتي هول" في موسكو، التي أعلن تنظيم "داعش خراسان" مسؤوليته عنها، والتي تسببت في مقتل وإصابة العديد من الأشخاص، توقيتًا مع عرض تلفزيوني مصري يتناول قصة جماعة "الحشاشين"، في تجديد للنقاش حول الروابط التاريخية بين هذه التنظيمات الإرهابية وأهدافها الحقيقية.
تأسست جماعة "الحشاشين" كطائفة شيعية إسماعيلية نزارية في القرنين 11 و13 ميلاديًا، واشتهرت في مناطق مثل إيران والشام، حيث اعتمدت على الاغتيالات والإرهاب كوسيلة لتحقيق أهدافها.
تجذب الجماعة أتباعها بوسائل دينية، مثل الوعود بالجنة والشهادة، وقد أفادت بعض الروايات بأنها أنشأت ملاذًا يشبه الجنة في قلعة آلاموت، حيث كان يُعطى المخدر الحشيش للمشاركين في العمليات الانتحارية قبل أن يتم إرسالهم إلى مكان معد مسبقًا مع نساء جميلات وشلالات مياه ولبن وعسل، لتعزيز فكرة الجنة الموجودة في الكتب السماوية.
قامت الجماعة باغتيال عدد من الشخصيات المهمة والمعادية لها خلال تاريخها، مما يظهر استراتيجية العنف التي تتبناها.
من جهة أخرى، يتمركز "داعش خراسان" في أفغانستان ويمتد نشاطه إلى آسيا، ويعد امتدادًا لتنظيم داعش الذي ظهر في سوريا والعراق عام 2014. يستخدم التنظيم المخدرات والمغريات المادية والدينية لجذب أتباعه.
على الرغم من اختلاف المذهب بين "الحشاشين" الشيعة وداعش السنية، إلا أنهما يشتركان في بعض السمات المشتركة، مثل الانغلاق والتركيز على الهجمات الإرهابية والمغريات للأعضاء.
من الواضح أن الهجمات الإرهابية تسببت في تصاعد التوترات الجيوسياسية، مثل اتهام أوكرانيا بالضلوع في الهجوم على موسكو، مما يظهر تعقيدات السياسة الدولية المرتبطة بالإرهاب.
