![]() |
من هو سعيد بن زيد ويكبيديا Sa'id ibn Zayd ؟! |
من هو سعيد بن زيد ويكبيديا Sa'id ibn Zayd :
سعيد بن زيد القرشي العدوي (22 ق.هـ - 51 هـ / 600 - 671م)، أحد العشرة المبشرين بالجنة ومن السابقين الأولين في الإسلام. أسلم قبل دخول النبي دار الأرقم وقبل بداية دعوته العلنية، حيث كان والده زيد من الأحناف في الجاهلية، مُدينًا بالعبادة لله ورافضًا السجود للأصنام. يكمن إرتباطه بعائلة عمر بن الخطاب، إذ كان ابن عمه وزوج أخته عاتكة هي أخت عمر، وزوجته كانت فاطمة بنت الخطاب التي كانت سببًا في إسلام عمر بن الخطاب.
كان سعيد من المهاجرين الأوائل، شهد العديد من الأحداث مع النبي محمد ﷺ، باستثناء معركة بدر حيث أُرسل مع طلحة بن عبيد الله للتجسس على أخبار قريش. شارك في معركة اليرموك وشهد حصار دمشق وفتحها، حيث وُلاها عليها أبو عبيدة بن الجراح. كان أول من عمل نيابة دمشق من المسلمين.
توفي سعيد بن زيد بمدينة العقيق في سنة 51 هـ عن عمر يناهز السبعين عامًا. جرى نقل جثمانه إلى المدينة، حيث قام سعد بن أبي وقاص بغسله وتكفينه. تاريخ حياة وموت سعيد بن زيد يظهر تفانيه في خدمة الإسلام ومساهمته الفاعلة في الأحداث الكبيرة التي شهدها المجتمع الإسلامي في تلك الفترة.
نسب سعيد بن زيد :
سَعِيد بن زَيْد بن عَمْرو بن نُفَيل بن عبد العُزَّى بن رِيَاح بن عبد اللّه بن قُرْط بن رِزاح بن عَدِيّ بن كَعْب بن لُؤَي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
أمه: فاطمة بنت بَعْجَة بن أُميّة بن خُويلد بن خالد بن المعمّر بن حَيّان بن غَنْم بن مُليح من خزاعة.
أخته: عاتكة بنت زيد هي أخته لأبيه، وأمها هي أم كرز بنت الحضرمي. اعتنقت الإسلام وشهدت على بيعة النساء، ثم هاجرت بعدها. تزوجها عبد الله بن أبي بكر، وبعد وفاته تزوجها عمر بن الخطاب.
سعيد بن زيد يُعتبر ابن عم الخليفة الراشد الثاني عمر بن الخطاب. يعود نسبهما إلى نفيل، حيث يكون الخطاب بن نفيل، وعمر بن الخطاب ابن زيد بن عمرو بن نفيل، ولكنهم أيضًا أخوة لأمه، حيث كان عمرو بن نفيل قد خلف على امرأة أبيه - وهي عادة من الجاهلية - وكان لها من نفيل أخوهم الخطاب.
نشأة سعيد بن زيد وصفاته :
ولد سعيد بن زيد قبل البعثة النبوية ببضع عشرة سنة، فقد توفي في سنة إحدى وخمسين للهجرة، عندما كان عمره بضع وسبعين سنة، وهناك أقوال تشير إلى أنه قد توفي وهو في عمر ثلاث وسبعين سنة. ولذلك، يمكن أن يُقدَّر مولده قبل البعثة بثلاث عشرة سنة تقريبًا.
سمي سعيد بن زيد بلقب "أبو الأعور" أو "أبو ثور". اللقب الأول هو الأكثر شهرة، وكان يُعرَف بهذا اللقب نظرًا لطوله وشعره الكثيف. كان سعيد رجلاً ذا مظهر حسن وقوام طويل.
اسلام سعيد بن زيد :
كانت رحلة الإيمان لسعيد بن زيد رحلة مبكرة وفاقت العديد من الآخرين، إذ أسلم قبل دخول النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) دار الأرقم وقبل أن يدعو فيها. كان ذلك في طليعة الدعوة الإسلامية، مما جعله من السابقين الأوائل إلى الإسلام.
زوجته فاطمة بنت الخطاب كانت شريكة في رحلة الإيمان، حيث أسلمت معه وتحملت الصعوبات والابتلاءات في سبيل دين الله. إسلام سعيد وزوجته كانا من الأسباب التي أدت إلى إسلام عمر بن الخطاب. في البداية، كان عمر عدوًا شديدًا للإسلام، ولكن عندما علم أن سعيد بن زيد وزوجته قد أسلموا، بدأ يتغير ويفكر في الأمور.
حدث لقاءٌ بين عمر ونعيم بن عبد الله العدوي القرشي، المسلم الذي كان يخفي إسلامه، والذي نصح عمر بالتفكير في أمره وفي إسلام سعيد وزوجته. هذا اللقاء كان البداية لتغيير موقف عمر تجاه الإسلام.
عندما أقدم عمر على محاولة قتل النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، تدخل نعيم بن عبد الله وأخبره بأن ابن عمه سعيد بن زيد وزوجته فاطمة قد أسلموا وتابعوا النبي. كانت هذه المعلومة الحاسمة التي غيَّرت مسار عمر. حينها أخذ عمر يتجه نحو بيتهما بغية معاقبتهما، إلا أن تفاجئ بموقف مفاجئ ومؤثر.
في لحظة غضبه، ضرب عمر سعيد بن زيد، وأصاب فاطمة بنته بجرح. فعلى وجه الألم والدموع، بكت وقالت: "يا ابن الخطاب، ما كنت فاعلًا فافعل، فقد أسلمت". كانت هذه الكلمات هي اللحظة التي غيَّرت كل شيء، حيث تحول عمر من معتدٍ غاضب إلى رجل يبحث عن الهداية.
دخل عمر البيت ورأى صحيفة كتاب الله، فقرأ فيها آيات من سورة طه، وفهم معانيها. حينها، أدرك قلب عمر الحقيقة، وقال: "دلوني على محمد". فانطلق إلى النبي وأسلم عند يديه، وبذلك انقلب عمر بن الخطاب من أحد أعداء الإسلام إلى واحد من أبرز الداعمين له.
