![]() |
"شقى في السوق وتعذيب في البيت".. حكاية مقتل بائعة اللبن على يد زوجها |
جريمة مروعة تهز الأوساط: زوج يقتل زوجته بسبب رغبتها في العمل
لم ترتكب هبة أي جرم أو تقترف إثما لتلقى حتفها طعنًا بسكين على يد زوجها. كل ما فعلته أنها أصرت على الاستمرار في العمل بالأسواق لمساعدة زوجها في تلبية احتياجات الأسرة.
تفاصيل الواقعة
المجني عليها هبة إ.، 29 عامًا، ربة منزل، تعمل في بيع منتجات الألبان بالأسواق. أما المتهم فهو زوجها حسن م.، مزارع يكبرها بثلاث سنوات. كان الزوجان يقيمان في قرية السمتعنة بمركز فاقوس قبل أن ينتقلا للعيش في قرية كفر عمار.
تزوج الزوجان قبل عشر سنوات وأقاما في منزل متواضع بقرية تابعة لمركز فاقوس بمحافظة الشرقية، ورُزقا بثلاثة أبناء تتراوح أعمارهم بين 9 و5 سنوات. عاشت الأسرة حياة هنيئة ومستقرة، حيث يعمل الأب مزارعًا في أرض استأجرها من أحد أهالي القرية، بينما ترعى الزوجة شؤون الأسرة والأطفال.
بداية المشاكل
لم يكن دخل رب الأسرة كافياً لسد احتياجاتها، مما دفع الزوجة للخروج إلى سوق العمل لمساعدة زوجها في تحمل أعباء المعيشة. بدأت هبة في تجميع الجبن والألبان من المزارعين وبيعها في الأسواق. كانت تخرج شبه يوميًا لبيع منتجات الألبان وتعود إلى منزلها في أوقات متفرقة.
تصاعد الغضب
بدلاً من دعمها وتشجيعها، بدأ الزوج يغضب بسبب تأخرها في العودة إلى المنزل. كان يوبخها ويعتدي عليها مرارًا، مُشككًا في سلوكها ومطالبًا إياها بترك العمل. تحملت الزوجة اعتداءات زوجها المتكررة ورفضت مطلبه، سعيًا لتوفير حياة سعيدة لأطفالها.
التوتر يصل إلى ذروته
مع تكرار اعتداءاته عليها، نصحها أشقاؤها بترك المنزل والعيش مع أطفالها في منزل أسرتها، لكنها رفضت وأصرت على البقاء مع زوجها لراحة الأطفال. ومع مرور الوقت، ضاقت الزوجة ذرعًا من أفعاله، وفي إحدى المرات، وافقت على ترك العمل شريطة أن يوفر احتياجات الأسرة، وهو ما عجز عنه الزوج. في نهاية المطاف، تصاعدت الأمور إلى أن انهال عليها ضربًا.
جريمة القتل
في ثاني أيام عيد الفطر 2023، كانت هبة على موعد آخر من حفلات التعذيب المعتادة على يد زوجها. بعد أن أنهى وصلة التعذيب، خلدت الزوجة إلى النوم، بينما جلس الزوج يفكر في وسيلة للتخلص منها. انتظر حتى نامت واستل سكينا من المطبخ، ثم تسلل إلى حجرة نومها وانقض عليها طعنًا حتى فارقت الحياة.
اكتشاف الجريمة
صرخات واستغاثات الزوجة لم تُحرك الأطفال، فقد اعتادوا على ذلك. أغلق الأب باب الغرفة بعد أن تأكد من مقتلها. حاول التخلص من الجثة في مقابر القرية، لكن رؤيته لأحد الأهالي حال دون ذلك، فعاد إلى المنزل وترك جثة زوجته في الغرفة وفر هاربًا.
اتصالات أشقاء الزوجة بها دون رد أثارت مخاوفهم فتوجهوا للاطمئنان عليها. أخبرهم الأطفال أن والدهم اعتدى عليها وأغلق الباب. دفعوا الباب ليجدوا الزوجة جثة هامدة غارقة في دمائها.
تدخل السلطات
أبلغ أشقاء الزوجة أجهزة الأمن التي انتقلت على الفور وضبطت المتهم. انتقلت جهات التحقيق وعاينت الجثمان وصرحت النيابة بتشريح الجثة لبيان أسباب الوفاة.
المحاكمة
بمواجهة المتهم، اعترف بارتكاب الجريمة، وأحالته النيابة العامة إلى محكمة جنايات الزقازيق. أحالت المحكمة أوراق القضية إلى فضيلة مفتي الجمهورية لأخذ الرأي الشرعي في معاقبته بالإعدام شنقًا.
