 |
| من هو أبو بكر الصديق ويكبيديا Abu Bakr؟! |
من هو أبو بكر الصديق ويكبيديا Abu Bakr:
أبو بكر الصديق، الذي يُلَقب بلقب الصديق، هو أول الخلفاء الراشدين وأحد العشرة المبشرين بالجنة، يُعتبر من خيرة الناس بعد الأنبياء والرسل، وكان وزيرًا وصاحبًا ورفيقًا للنبي محمد في هجرته إلى المدينة المنورة. يتسم بالإيمان القوي والزهد، ويُعدّ أحد أقرب الناس إلى قلب النبي محمد بعد زوجته عائشة.
وُلِد أبو بكر الصديق في مكة المكرمة في سنة 573م، بعد عام الفيل بسنتين وستة أشهر. كان من أغنى أهل قريش في الجاهلية، وعندما دعاه النبي محمد للإسلام، أسلم بدون تردد، وكان أول من أسلم من الرجال الأحرار. هاجر إلى المدينة المنورة مرافقًا للنبي محمد، وشهد معه غزوة بدر والأحد والمشاهد الأخرى.
بعد وفاة النبي محمد في سنة 11 هـ، بُويع أبو بكر بالخلافة في نفس اليوم، وقاد الدولة الإسلامية بحكمة وعدالة. قام بتوجيه الجيوش الإسلامية لفتح المناطق الجديدة، ونجح في إخضاع الجزيرة العربية تحت الحكم الإسلامي. بعد انتهاء حروب الردة، توجهت الجيوش إلى فتح العراق وبلاد الشام، حيث نجح في فتح مُعظم العراق وجزء كبير من بلاد الشام.
توفي أبو بكر يوم الإثنين 22 جمادى الآخرة سنة 13 هـ عن عمر ناهز الثلاث وستين سنة. ومن خلفه في الخلافة عمر بن الخطاب.
نسب أبو بكر الصديق:
هو «عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر»، وهو من قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وينتمي إلى القرشيين التيميين.
والده يُدعى «أبو قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة»، وهو شخص أسلم يوم فتح مكة، وعاش بعد ابنه أبي بكر وورثه، كما أنه أول من ورث منصب خليفة في الإسلام. ورغم ذلك، قام برد نصيبه من الميراث على ولد أبي بكر. توفي هذا الشخص في سنة 14 هـ عن عمر يناهز السبع والتسعين سنة.
أمه تُدعى «أم الخير سلمى بنت صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة»، وهي أيضًا أسلمت في مكة قبل الهجرة مع ابنها أبي بكر. توفيت قبل وفاة أبو قحافة.
مولد أبو بكر ونشأته :
أبو بكر وُلد في مكة سنة 573م، بعد عام الفيل الذي وُلد فيه النبي محمد بفارق سنتين وستة أشهر، مما جعله أصغر في العمر من النبي. العلماء اختلفوا في المدة الزمنية بعد عام الفيل، حيث قال بعضهم بثلاث سنوات، وقال آخرون بسنتين وستة أشهر، ولم يُحدد آخرون عدد الأشهر بدقة.
نشأ أبو بكر في مكة وكان من رؤساء قريش وأشرافها في الجاهلية. كان محبوبًا فيما بينهم، وترعرع بينهم، حيث كان يحمل الأشياء فإذا حملها كانوا يؤمنون بها. اشتهر بصفاته الإيجابية وحُبه للناس، وكانت له صفة الأمانة في حمله للأشياء.
كان أبو بكر عالمًا بالأنساب وأخبار العرب، وكان يُعتبر أستاذًا للعديد من النسابين، مثل عقيل بن أبي طالب وجبير بن مطعم. كان يحبب نفسه إلى قلوب العرب بعدم النيل من الأنساب، وكان يُعتبر الأعلم بأنساب قريش ويُفضل في ذلك.
أيضًا كان أبو بكر تاجرًا، وكان يتمتع بالخلق الحسن والمرونة، مما جعله محبوبًا بين رجال قريش. قام برحيل للتجارة بين البلدان، ووصل إلى بصرى في الشام. كانت لديه رأس مال قوي بلغ أربعين ألف درهم، وكان سخيًا وكريمًا في إنفاقه. أثناء تواجده في الشام، رآى رؤيا تنبأ فيها راهب بصرى بمستقبله، متنبئًا بأنه سيكون وزيرًا للنبي في حياته وخليفته بعد وفاته، وهذا القول أثر في أبو بكر وجعله يتأمل في ذلك.
يتداول الحديث عن أن أبو بكر لم يكن يشرب الخمر في الجاهلية، إذ حرمها على نفسه قبل الإسلام، وكان يعتبر من أعف الناس في تلك الفترة. قد أكدت السيدة عائشة على ذلك، حيث قالت: "حرم أبو بكر الخمر على نفسه، فلم يشربها في الجاهلية ولا في الإسلام. كان يمتاز بالعفة والزهد، وكانت حرصًا منه على الحفاظ على عرضه ومروءته."
يتحدث أبو بكر عن تجنبه لشرب الخمر بسبب رؤيته لموقف مشجع على ذلك، حيث روى قصة عبوره برجل سكران وضع يده في العذرة، وكان ينفي الرائحة عن نفسه. قال أبو بكر: "إن هذا لا يدري ما يصنع، وهو يجد ريحها فحماها." وقد كان يُعتبر من الأشخاص الذين يحمون أعراضهم ويحافظون على كرامتهم.
كما روي أن أبو بكر لم يسجد لأي صنم قط، حيث أكد ذلك في مجمع من الصحابة. قال في حديثه مع أحد الأشخاص: "ما سجدت لصنم قط، وذلك أني لما ناهزت الحلم أخذني أبو قحافة بيدي وأخبرني بالأصنام. فدنوت من الصنم وقلت: 'إني جائع فأطعمني'، فلم يجبني. قلت: 'إني عار فاكسني'، فلم يجبني. فألقيت عليه صخرة فخر لوجهه." يظهر هذا التصرف الشجاع كمظهر لرفضه للعبودية لأمور خارجة عن إرادته.
اسلام أبو بكر الصديق :
كانت رحلة اعتناق الإسلام لأبي بكر وليد رحمه الله رحلة طويلة ومليئة بالبحث عن الحق والدين الذي يتناسب مع فطرته السليمة ويتلاءم مع رغباته. نظرًا لنشاطه التجاري ورحلاته المستمرة، قاطع أبو بكر الفيافي والصحاري، وزار المدن والقرى في جميع أنحاء الجزيرة العربية، انتقل من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها. خلال هذه الرحلات، أقام اتصالًا وثيقًا مع أتباع الديانات المختلفة، خاصة النصرانية.
يشير أبو بكر إلى تلك التجارب الدينية الفريدة عندما يقول: "كنت جالسًا بفناء الكعبة، وكان زيد بن عمرو بن نفيل حاضرًا. مر أمية بن أبي الصلت وسألني عن حالتي، فأجبته بأني بخير. ثم سألني عما إذا كنت قد وجدت الهدى، فأجبته بالنفي." يظهر من هذا الحديث أن بحث أبو بكر كان يتضمن التفاعل مع مختلف الأديان والتعبير عن توقه للهدى والحق.
فيما يتعلق بالنبي المنتظر الذي أشار إليه أبو بكر، يقول: "لم أكن قد سمعت من قبل بهذا النبي الذي يُنتظر ويُرسل." بعد هذا اللقاء، قرر أبو بكر أن يتوجه إلى ورقة بن نوفل، الذي كان يتميز بكثرة التأمل في السماء وكثرة همهمة الصدر. عندما توقف ورقة، قصَّ أبو بكر عليه الحديث الذي سمعه من النبي محمد ﷺ.
أجاب ورقة قائلاً: "نعم، يا ابن أخي، إننا أهل الكتب والعلوم، والنبي الذي يُنتظر سيكون من وسط العرب نسبةً. قومك، أيضا، سيكونون من وسط العرب نسبةً." ثم سأل أبو بكر عن كلام النبي المنتظر، فأجابه ورقة بأنه يقول ما يقال له، ولكنه لن يظلم ولن يتعرض للظلم، ولن يظلم أحداً.
هذا اللقاء الذي تحدث فيه أبو بكر مع ورقة بن نوفل كان من العوامل التي ساهمت في إقناعه بصدق رسالة النبي محمد ﷺ، وأدى إلى إيمانه به وتصديقه له.
